منهن من فضلن الاحتفال بعيد الفن على عيد الأم!



حكاية قديمة جديدة تتكرر فصولها كل يوم، لعلها تعود بالذاكرة إلى الفنانة العظيمة شادية في أحد أدوارها الرائعة في فيلم "لا تذكريني" ترسم صورة الأم الأنانية التي اختارت التخلي عن ابنتها الوحيدة وهي لاتزال طفلة صغيرة في سبيل إرضاء رغباتها بالعيش وسط فلاشات النجومية، صخب الأضواء، وضجيج الشهرة، ربما هي نفس فصول القصة التي حدثت على أرض الواقع وكانت بطلاتها بعض نجمات الفن حالياً اللاتي خضن ذات التجربة عبر نفس الحدوتة.
هيفاء وهبي

لو بادرت هيفاء وهبي رمز الدلال وعلامة الأنوثة والجمال بالسؤال عن ابنتها الوحيدة "زينب" سوف تفاجأ بإنسانة أخرى تماماً كأن طعنة غائرة قد رسخت في أعماقها، هزة عنيفة قد اجتاحت مشاعرها، قنبلة مدوية قد عصفت بكيانها.
هيفاء وهبي نموذج صارخ لامرأة تعيش النقيضين، تقف بين الفرح والحزن، السعادة والمرارة، فنانة تنضح بالأنوثة بوجه يبتسم وعينان تضحكان، وأم بقلب ممزق تتجرع كأس الحزن والأسى حتى آخر قطرة.

لا تحتاج هيفاء وهبي إلى الإفصاح عن سر حالة التضارب والتناقض الإنساني في مشاعرها وأحاسيسها، يكفي أن تتأمل كلماتها المؤثرة عندما بادرها المذيع في أحد البرامج التليفزيونية بالسؤال عن ابنتها، انتفض جسدها كطائر ضعيف أفزعته حركة مفاجئة كأن هناك أمراً جللاً قد استفز حواسها جميعاً، وهي تجهش بالدمع الغزير قائلة: "كلما أتى ذكر "زينب" على مسامعي أجد الدمعة تنحدر وتنساب رغماً عني، أعود وأسحبها بالقوة لأجعل عيني ضاحكة ووجهي باسماً، طعم مرير أتذوقه كأم، تئن أعماقي، يغص حلقي، ويعتصر الألم قلبي المسكين.. يخيل إليّ أنني لمست بئر العذاب الذي رماني فيها الآخرين.. أنا ممزقة منذ اللحظة التي فارقت فيها حضن ابنتي، ولا أحد يعرف ماذا يدور في قلبي لأني لا أضع رأسي على الوسادة كل يوم إلا وأجد صورتها أمامي وأتخيل ملامحها وأوصافها بعد أن كبرت".
تزوجت هيفاء وهي لاتزال صبية في السابعة عشر ربيعاً، وكانت ثمرة الزواج طفلة جميلة اسمها "زينب" لكن يبدو أن الخيار الصعب كان بالمرصاد لكل تطلعات هيفاء وأحلامها وآمالها فقد دفعت الثمن غالياً إزاء تمسكها وإصرارها الشديد على العمل بالفن، وكان الثمن الحرمان من رؤية ابنتها منذ أن كان عمرها عام واحد فقط مقابل حصولها على ورقة الطلاق بعد فواصل من الشد والجذب والمصادمات بينها وبين زوجها السابق الذي رفض تطليقها عقب انفصالهما على مدار سنوات عديدة، لكن اللافت أن أخبار الإبنة التي بلغت عامها التاسع عشر قد تحولت طوال الأشهر الماضية إلى عناوين ومانشيتات عريضة تتصدر صفحات الجرائد والمجلات لاسيما بعد زواجها وإنجابها لتصبح هيفاء وهبي "ماما ستو" دون أن تدري.
ميليسا
قد لا يعلم الكثيرون أن المطربة اللبنانية ميليسا هي أم لطفل يبلغ الآن العاشرة من عمره، ومع ذلك لا تحاول ميليسا منذ دخولها الحقل الفني وبالرغم من إطلالاتها الإعلامية المكثفة وأخبارها المتناثرة هنا وهناك الخوض في تفصيلات حدوتة أمومتها أو حتى الإفصاح عنها من قريب أو بعيد، بل ظلت أحرص ما تكون على أن يظل هذا الأمر طي السرية والكتمان لولا الصدفة البحتة التي استطاعت إجبار ميليسا على إفشاء هذه المفاجأة لتكشف عن أن ثمن الفن قد يكون غالياً وباهظاً وهو التضحية وفراق أغلى الأحباب.
اعترفت ميليسا صراحة بأنها أم لطفل لم تره منذ كان في الشهر الرابع بعد تجربة زواج قصيرة باءت بالفشل الذريع، أما أسباب الاعتراف فقد جاءت بعد حملة التشهير التي قام بها خطيبها السابق والذي أرسل مجموعة من الصور الحميمة التي تجمعهما إلى بعض الصحف، مما جعل ميليسا تصرح بأنها لم تتزوج إلا مرة واحدة وهي بنت 17 عاماً لمدة عام واحد فقط، وكان ثمرة هذا الزواج طفل اسمه "أحمد"، وعندما قررت السير في دروب الفن اختارت الانفصال، وبالفعل حصلت على الطلاق مقابل التنازل عن حضانة ابنها، وهو ما حدث بالفعل حيث عادت إلى بيروت بينما ظل طفلها بصحبة والده في أمريكا دون أن تسافر إليه أو تحاول الإلتقاء به على مدار أعوامه العشرة.
الهام شاهين
"أجهضت نفسي مرتين من أجل عيون الفن وغير نادمة على الإطلاق".. اعترافات جريئة وصريحة ومدوية استطاعت من خلالها الفنانة إلهام شاهين أن تكشف عن ملامح الوجه الآخر للإنسانة التي اختارت سكة الفن وحدها دون الالتفات إلى غيرها من احتياجات الانثى.
إلهام شاهين أقرت بإجراء عمليتي إجهاض بملء إرادتها عن عمد غير أنها شددت على أنها لم تندم على إجهاضها بالرغم من بلوغها سن الـ 50 عاما دون أن تنجب وأنها غير حزينة لفقدان الأمومة فهي تجدها مع كل من حولها، وأن اختيارها لفنها هو ما جعلها تحكم بالإعدام على أي جنين كان يولد بين أحشائها وقالت باللفظ الصريح: "ربما لو استجبت لرغبة الأمومة ما كنت حققت النجومية التي وصلت إليها الآن".
أما تجربة الإجهاض بالرغم من كل ما تنطوي عليه من بشاعة وألم فقد استطاعت أن تنتزع من إلهام شاهين أسباب إقدامها على هذه العملية.
"تزوجت مرتين فى حياتى الأولى كانت من المنتج د.عادل حسنى كان يكبرنى سناً بـ 35 عاماً ونشبت بيننا بعد فترة خلافات متعددة، وهو الأمر الذى جعلنى أرفض الإنجاب منه، وكانت هذه المرة الأولى التى أجهض فيها نفسى، وهو ما حدث معى فى زواجى الثانى حيث كان زوجى غيوراً عليّ للغاية، وكثيراً ما كانت تحدث بيننا مشاجرات وخناقات بسبب عملى مما جعلنى أحكم أن إنجابى طفل منه أمر غير صحيح فأجهضت نفسى مرة ثانية.
لقد أجهضت نفسي بنفسي بعد أن شعرت أن الزواج سيكون مصيره الطلاق فخفت من الإنجاب والآن فقدت الفرصة لظروف السن لكني بالفعل أعوض هذا من خلال لعبي وضحكي ورعايتي لإلهام ابنة شقيقتي إيناس وكل أبناء إخوتي".
وتواصل: الأمومة ليست هي الحمل والولادة الأمومة هي إحساس قبل كل شيء وأنا أشعر بها مع أبناء إخوتي وفي النهاية لست نادمة لأن لديّ عملي وفني الذي يعوضني عن أي مشاعر أسى أو حزن ويشغل كل وقتي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مركز صيانة وستنجهاوس