مقال اليوم ................(هل نترحم على «البابا»)
هل نترحم على «البابا»؟ هذا ليس جدلا فقهيا أو بحثا فى مسألة دينية، هذا كلام يخص التوقيت، وطبيعة الإحساس البشرى والإنسانى.. أنا لا أناقشك فى فتوى الشيخ ياسر البرهامى، أو الشيخ أبوإسحاق الحوينى، أو رموز التيار السلفى الخاصة بعدم جواز الرحمة على البابا شنودة الثالث، أو غير المسلم عموما، أو بالضوابط الصارمة التى وضعها الشيوخ للتعزية، أو الكلمات التى يجب على كل مسلم أن يستخدمها لتقديم واجب العزاء لإخوتهم فى الوطن. أنا لا أناقشك فى إذا كان الذين قتلوا الأطفال والشيوخ والعجزة باسم الإسلام، أو هؤلاء الذين فسدوا وأفسدوا وسرقوا ونهبوا واختلسوا، يستحقون أن تطلب لهم الرحمة بعد وفاتهم، لأن خانة الديانة فى بطاقتهم بها كلمة «مسلم»، والذين زرعوا خيرا بمشروعات ومخترعات ومواقف محترمة لا يستحقونها منك، لأن بطاقتهم الشخصية تحمل ديانة غير ديانتك؟، أنا لا أناقشك فى ذلك، لأن فطرتك السليمة تملك الإجابة. أنا أتحدث عن هذه السرعة، وهذا الحرص على ظهور تلك الفتاوى على مواقع الشيوخ والفضائيات الدينية والفيس بوك والمنتديات السلفية، دون مراعاة للظرف الراهن الذى تعيشه مصر، ويعيشه الأخوة المسيحيين، وكأن هناك إصرارا غريب...