مكتشف تايتانيك: البحر العميق هو أكبر متحف في العالم


ظلت السفينة العملاقة تايتانيك، التي بُنيت أوائل القرن الماضي، قابعة في قاع المحيط الأطلسي قبالة سواحل نيوفاوندلاند طوال 73 عاما. وفي عام 1985 عثر على حطامها أخيرا روبرت بالارد، المصور المتخصص في التصوير تحت الماء، في مياه ضحلة نسبيا على عمق 3800 متر.

وبمناسبة الذكرى الـ100 لغرق تايتانيك، التي تحل اليوم، والتي ظلت مادة خصبة للمؤرخين والقصاصين منذ ذلك الحين، أجرت وكالة الأنباء الألمانية حديثا مع بالارد في نيويورك.

أجاب بالارد حول سؤال عما إذا كان ينظر إلى اكتشاف تايتانيك على أنه علامة بارزة في حياته المهنية بقوله: «لا، لم تكن تايتانيك بالتأكيد أول حطام سفينة أكتشفه، من وجهة النظر العلمية لم تكن تايتانيك أكبر اكتشافاتي أيضا. لكن تايتانيك أوصلتنا إلى إدراك أن البحر العميق هو أكبر متحف في العالم».

وروى بالارد تفاصيل عملية الاستكشاف التي بدأت باستخدام الإنسان الآلي (الروبوت) ثم أتبعها بزيارة لمكان السفينة على متن غواصة، وأضاف: «لقد قمت بزيارتها بنفسي. عندما عثرنا عليها عام 1985 كانت مشاعرنا تتأرجح بين الدهشة والفرح والاحتفال. لكن بعد قليل أدركنا كم هو غير مناسب أن نرقص على قبر أحد ما؛ لذا فقد تغير مزاجنا وأصبح جديا ومتسما بالوقار».

يشير بالارد إلى أن «الدخول إلى السفينة شيء مدهش؛ لأنه ليس بإمكانك أن ترى هيكل السفينة. تعرف أنها هناك، لكنك لا تراها حتى تصبح على مقربة نحو 10 أمتار منها. وبعد ذلك كانت عبارة عن كتلة كبيرة من الحديد يبلغ ارتفاعها أكثر من 30 لـ40 مترا، لكن لا يمكنك أن ترى القمة من القاع حيث كنا موجودين».

وبعد الزيارة الأولى قام بالارد بزيارة الحطام مرة ثانية في عام 1986؛ حيث قام هو وفريقه بالتقاط صور لها بعناية: «صنعنا صورة كاملة للسفينة، ثم عدنا بعد ذلك مجددا عام 2004 وجمعنا الآلاف من اللقطات المعلوماتية عن جسم السفينة، كما أعدنا تجهيز الصورة الكاملة. عندما ترى الصورة القديمة والصورة الأحدث سوف تدرك حجم التغيير». وهنا يشير بالارد إلى الخراب الذي حل بحطام السفينة: «أغلب الخراب الذي حدث كان على يد الزوار الذين ذهبوا إلى هناك، خاصة الغواصات الفرنسية والروسية. يمكنك أن ترى آثار هبوطهم على ظهر السفينة وكيف اصطدموا بسطحها. يمكنك أن ترى كيف طرقوا الصاري وكيف فصلوا الأشياء عن بعضها البعض. إذن فالموقع لا يحظى بالاحترام من جانب الآخرين ونحن قلقون للغاية. لقد طرحنا معاهدة الآن في الولايات المتحدة ونأمل أن توقع الدول الأخرى الاتفاقية الدولية لاحترام السفينة ومعاملتها كمقبرة؛ لأنها كذلك».

وحول تأثير المياه على الحطام قال بالارد: «أعتقد أنه بالإمكان إنقاذ تايتانيك. نحن نقترح بالفعل تنظيف وطلاء الهيكل الخارجي. إن الأمر ممكن، وهو ممارسة عادية تقوم بها الناقلات العملاقة. ولأن هذه الناقلات كبيرة جدا فإنك لا تستطيع انتشالها من المياه، لدينا بالفعل تكنولوجيا عملية يتم استخدمها في المياه».

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مركز صيانة وستنجهاوس